ميخائيل شاحر، المدير التنفيذي "يعاديم لتسفون"

01.10.2024
ميخائيل شاحر، المدير التنفيذي "يعاديم لتسفون"

 

لمحة عني:

اسمي ميخائيل، عمري 46 سنة، والد لطفلين، من مواليد حيفا ومُقيم في المدينة.

أعمل في الإدارة والتعليم، على مدار الـ 21 عامًا الماضية.

في منصبي الأخير، أدرت قسم التعليم الابتدائي ورياض الأطفال في مدينة حيفا، بعد سنوات من إدارتي لمدرسة ابتدائية في المدينة وكنت معلمًا في طيرة الكرمل.

بدأت حياتي المهنية في بنك هبوعليم عندما أنشأت مركز الخدمة المصرفية على موقع البنك، ثم عملت كمدير مشاريع في الإدارة الرئيسية.

خلال سنوات عملي في البنك، قررت الدخول إلى عالم الخدمة العامة وانتقلت لإدارة قسم شكاوى الجمهور ومركز خدمة الاتصالات في قطار اسرائيل.

على مرّ السنين، اكتسبت خبرة كبيرة في العمل في مؤسّسات مُهمّة في القطاعين التجاري والعام، وأنا الآن أبدأ دوري الجديد والمهم في المجال الاجتماعي.

لماذا العمل الاجتماعي؟

بدأت نشاطي الاجتماعي في عام 2008، مع أول وظيفة لي في الخدمة العامة كمدير قسم شكاوى الجمهور ومركز خدمة الاتصالات في قطار اسرائيل. العمل من أجل المواطن الذي يسعى لتحقيق أهداف متنوعة، وعلى رأسها العمل من خلال وسائل النقل العامة، أصبح بالنسبة لي ذا أهمية قصوى. بعد ذلك، أصبح العمل في نظام التعليم، الذي يعد ذا أهمية كبيرة لتطورنا في إسرائيل، مهمة حياتية.

استغرق الأمر مني عدة سنوات لفهم أنّ الأشخاص “الأقوياء” اجتماعيًا واقتصاديًا يركبون سياراتهم في الصباح باختيارهم، يمكنهم الحصول على التعليم الخاص والرعاية الصحية الخاصة، ولهم كل الحريّة  في اختيار مجالات العمل التي يريدونها، ويعرفون أنّ التقدم في العمل يعتمد إلى حد كبير على جهودهم الشخصية فقط.

يتيح العمل الاجتماعي تقديم الخدمات والحلول للفئات الاجتماعية الأخرى التي لا تحصل بسهولة على هذه الخدمات بسبب بعدهم الجغرافي، أو نقص وسائل النقل العامة في مناطقهم أو الظروف الاقتصادية التي تمنع تقديم الخدمات في البلدة. 

هذه أمور تبدو بديهية في منطقة المركز، لكنها الأكثر تعقيدًا للمواطنين في مناطق الضواحي.

بعد ما يقارب  5 سنوات من العمل كمدير لقسم التعليم الابتدائي ورياض الأطفال في بلدية حيفا، قررت دراسة القيادة في برنامج مخصص للقيادة الاجتماعية في مركز مندل للقيادة الاجتماعية في الشمال. قضيتُ عامًا كاملًا أدرس بشكل مُكثّف التحديات التي تواجهها منطقة الشمال في إسرائيل – التحديات الاجتماعية، الاقتصادية والقطاعية.  كان واضحًا لي خلال هذا العام أنني أبحث عن وظيفة تجْمَع بين كل خبراتي وأستطيع أن أكون جزءًا من مؤسسة تسعى حقًا إلى إحداث تغيير اجتماعي عميق في مناطق الشمال.

 

يعاديم لتسفون – نقاط القوّة والتّحّديات:

في هذه الأيام، أمرّ بمرحلة تعلّم عن المؤسسة مع ليمور ليف، المديرة التنفيذية السابقة. أتعرّف على مؤسسة متنوعة في العمل الاجتماعي، مع توجه اجتماعي عميق. هذه منظمة مع عمود أساس واضح تقول: “أولًا وقبل كل شيء، الناس”. العاملون والعاملات الذين أتعرّف عليهم يعيشون ويتنفسون العمل الاجتماعي، مع فهم واضح لأهمية هذا العمل، خاصة في هذه الفترة وفي منطقة معقدة مثل الشمال.

لقد طورت المنظمة خبرتها في عدد من المجالات الأساسية، وأنا مندهش لرؤية المهنية والتفاني من قبل كل موظف ومدير.

في كل اجتماع مع الشركاء، أتعلم مدى أهمية العلاقات الشخصية وقيمة التجربة والمهنية التي يمتلكها أفراد منظمة “يعاديم لتسفون” في تعاملهم مع الوزارات الحكومية، السلطات المحلية والأفراد في مختلف الأطر.

التّحدي الأكبر الذي يواجه “يعاديم لتسفون” والمجتمع هو الوضع في الشمال بشكل عام وكيفية العودة إلى النشاط. أقول “نشاط” وليس “روتين” عن قصد، لأنني أعتقد أن الروتين ما قبل الحرب لم يكن جيدًا للسكان. هناك فجوات هائلة في كل مجال من مجالات حياة السكان – تقديم الخدمات، وسائل النقل العامة، التعليم، وتنفيذ قرارات الحكومة في البلدات.

التحدّي الأكبر هو أننا يجب أن نعمل ولا ننتظر. ميزتنا هنا هي علاقتنا مع الميدان، ممّا يتيح لنا الاستجابة للاحتياجات في الوقت الفعلي، وهدفي هو بناء الحلول الآن، قبل أن تقرر الحكومة برنامج العودة في الشمال.

الميزة في حالة عدم اليقين هي قدرتنا على وضع حجر الأساس حيث نعلم نحن وشركاؤنا أنه من الصواب التصرف..

 

السنة الجديدة:

جدي، ميخائيل كاران، سقط في 28.2.1955 في معركة “السهم الأسود” قرب غزة. كانت هذه فترة عمليات انتقام في غزة قادتها الحكومة والجيش. الثمن الذي تدفعه العائلة ليس شيئًا يمكن وصفه، حيث يؤثر على جميع الأجيال اللاحقة. أن تكبر دون والد فقدته في المعركة أو أن تفقد شريك حياة هي أحداث لا يفهمها إلّا من مرّ بها.

بعد 68 عامًا من ذلك، وفي نفس المنطقة تقريبًا، قُتلت عميت لهف، ابنة ابنة عمي وحفيدة ميخائيل كاران، في رعيم.

الحزن ضرب عائلتنا مرتين، ونحن الآن في خضم معركة صعبة، ويبدو أن الشمال سيعاني المزيد.

أتمنى أن نعيش أيّامن القادمة في سلام، هدوء والاعتراف بألم كل فرد من سكان الدولة أينما كانوا.

أصلّي لعودة جميع المخطوفين والمخطوفات، وأتمنى ألا نتلقى المزيد من الأخبار السيئة عن سقوط الجنود، وأن نتمكّن جميعًا من بناء دولة إسرائيل قوية وآمنة، تهتم بكل مواطنيها.

 

تحيّاتي،

ميخائيل شاحر،

المدير التنفيذي “يعاديم لتسفون”